Admin
المدير عدد المساهمات : 184 تاريخ التسجيل : 22/06/2016 | موضوع: 〰✿⊹⊱ قبس من العدل النبوي ⊰⊹✿〰 الجمعة يونيو 24, 2016 8:34 pm | |
| 〰✿⊹⊱ قبس من العدل النبوي ⊰⊹✿〰
رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أعدل الناس وأبعدهم عن الظلم، فما ظلم أحدا، ولا جار في حكم أبدا، ومن أخلاقه وصفاته المعروف بها العدل في الرضا والغضب، فكان مثالا للعدل مع أهله وولده وصحابته، ووسع عدله القريب والبعيد، والصديقّ والعدو، بل وشمل الحيوان، وقد بلغ من عدله أنه كان يُنصف الناس من نفسه، فما أظلت الخضراء منذ خلق الله آدم إلى أن يرث الأرض ومن عليها أحسن خُلُقا ولا أعدل من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم -، وقد امتدحه ربه ـ عز وجل ـ على أخلاقه فقال: { وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ }(القلم : 4) .
ومواقف النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ التي تظهر عدله كثيرة، منها :
في غزوة بدر روى ابن هشام في السيرة النبوية وابن كثير في البداية والنهاية وغيرهما: ( أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عدَّل صفوف أصحابه يوم بدر، وفي يده قدح ( سهم ) يعدل به القوم، فمر بسواد بن غزية حليف بني عدي بن النجار وهو مستنتل ( متقدم ) من الصف، فطعن في بطنه بالقدح وقال: استوِ يا سواد، فقال: يا رسول الله أوجعتني، وقد بعثك الله بالحق والعدل فأقدني، فكشف رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن بطنه فقال: استقد ( اقتص )،قال: فاعتنقه فقبَّل بطنه، فقال: ما حملك على هذا يا سواد؟ قال: يا رسول الله حضر ما ترى، فأردتُ أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك، فدعا له رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بخير ) .
وعن عبد الله بن جبير الخزاعي ـ رضي الله عنه ـ قال: ( طعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلا في بطنه إما بقضيب وإما بسواك، فقال: أوجعتني فأقدني، فأعطاه العود الذي كان معه، فقال: استقد ( اقتص مني )، فقبَّل بطنه، ثم قال: بل أعفو لعلك أن تشفع لي بها يوم القيامة ) رواه الطبراني .
وفي غزوة حنين يعترض عليه بعض القوم ويخطئ في حقه أحد المنافقين، فلا يخرجه ذلك للغضب لنفسه أو الظلم، فعن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال: ( أتى رجلٌ رسولَ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالجِعْرانَةِ ـ مُنصرفَه من حُنَينٍ ـ وفي ثوب بلال فضة، ورسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقبضُ منها يُعطى الناس، فقال: يا محمد! إعدِلْ، قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ويلَك!، ومن يعدِلْ إذا لم أكن أعدل؟، لقد خبتَ وخسِرتَ إن لم أكن أعدِلْ ) رواه البخاري . ( خِبْتَ وخَسِرْتَ ) ضبطهما الضم والفتح، على المتكلم والمخاطَب، والفتح أشهر . قال النووي في شرحه لصحيح مسلم: " قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( ومن يعدل إذا لم أكن أعدل؟، لقد خبت وخسرت ): روي بفتح التاء في ( خبتَ وخسرتَ ) وبضمهما فيهما، ومعنى الضم ظاهر، وتقدير الفتح : خبتَ أنت أيها التابع إذا كنتُ لا أعدل، لكونك تابعا ومقتديا بمن لا يعدل، والفتح أشهر . والله أعلم " . وقال ابن القيم: " والصواب في هذا فتح التاء من ( خِبْتَ وخسِرْتَ )، والمعنى أنك إذن خائب خاسر إن كنتَ تقتدي في دينك بمن لا يعدل وتجعله بينك وبين الله، ثم تزعم أنه ظالم غير عادل، ومن رواه بضم التاء لم يفهم معناه هذا " .
| |
|