Admin
المدير عدد المساهمات : 184 تاريخ التسجيل : 22/06/2016 | موضوع: فرحة ضائعة... الخميس يونيو 23, 2016 12:34 am | |
| "كل سنة و أنت بخير يا جَنا ". أدارت جَنَا وجهها لترى من هنئها بذكرى عيد ميلادها السادس عشر.
تلاقت نظراتهم. أحست ببعض الإرتباك. "شكرا لك يا ... عفوا لا أعرف إسمك ". احمرت وجنتيها … لم تقوى على النظر في عينيه مرة أخرى و أخذت تنظر يمينا و يسارا . الكل حولهما في حديقة البيت مشغول بأكل الحلويات و شرب العصائر …بالكلام و الإستمتاع بالموسيقى.
"ألم تتذكريني يا جَنَا ؟ أنا جاد." أحست بقلبها الصغير البريئ يخفق بسرعة. فهي لا تعلم ما أصابها. " عفوا لم أذكرك ؟ " " أنا جاد. إبن جيرانكم . كان بيتنا أمام بيتكم قبل 8 سنوات." صمتت جَنَا قليلا و كأنها تسترجع شريط الماضي ثم ابتسمت: " أنت جاد؟ غير معقول... لكن كيف وصلت لهنا و إلى حفلة عيد ميلادي؟" " ستعرفين بعد قليل . فهناك مفاجئة. تفضلي هذه الباقة من الورود و مرة ثانية عيد ميلاد سعيد" " شكرا .. شكرا.. ورود جميلة ."
أخذت تشم في رائح[b]ة [/b][b]باقة الورود , كان قلبها يخفق بقوة كلما نظرت إليه. استجمعت قواها بعض الشيء : "حسنا أخبرني ماذا تفعل الآن في حياتك؟" " أنا الآن طبيب. تخرجت منذ سنة ." " شيء جميل…. طيب, خذ هذا العصير تفضل ". "شكرا جَنَا." سمعت إسمها منه و كأنها تسمعه لأول مرة في حياتها. أحبت إسمها. أحبت كل شيء في تلك اللحظة. لم تعد تحس بوجود المدعويين حولها. كانت سعيدة. سعادة غريبة لم تحسها من قبل.
نادتها أمها : "إذهبي يا ابنتي لغرفة أختك فهي تريدك." [/b] استأذنت جَنَا من جاد و ذهبت. صعدت بسرعة للطابق الثاني حيث توجد غرفة أختها. لكن لم تجدها .
فذهبت لغرفتها و قفلت على نفسها. وقفت أمام مرآتها و باقة الورود بين يديها. تنهدت و جاء طيف جاد أمامها. ابتسمت ... أحست برعشة في قلبها. جلست تعيد شريط لقاءها معه حضنت باقة الورد … ظلت شاردة بعض الوقت. فقد سلب كل تفكيرها. " إنه رائع ... جاد رائع رائع ... يا إلهي . ماهذا اللذي أصابني؟" لبست أجمل فساتينها , سرحت شعرها أمام المرآة و فرحة الدنيا في عينيها.. " سأنزل بسرعة لأراه و أكلمه"
فجأة سمعت أحد يدق باب حجرتها . "ادخل الباب مفتوح." دخلت أختها : " باقة ورد جميلة يا جَنَا... اليوم عيد ميلادك ... تمتعي بالهدايا فاليوم يومك..." ابتسمت جَنَا و هي تقول في نفسها: " فعلا اليوم يومي… قابلت جاد ذلك الشاب الرائع ". أختها: "ما بكِ؟ " جَنَا: " لا و لا شيء و لا شيء."
أختها "إسمعيني يا جنا .. لدي مفاجأة ...سأعرفك اليوم على شاب" دق قلب جنَا بقوة ,أحست و كأن سرها انفضح , لكنها حاولت أن تتمالك نفسها :" تعرفيني على شاب؟ كيف ؟ قصدي من؟ " أختها :" شاب لو رأيتيه لعرفتيه. " ازداد قلب جنا الصغير في الخفقان : " من؟ " سيأتي اليوم ليقابل العائلة و من ثم يأخذ موعد رسمي للخطوبة " .
كاد قلب جنا أن يتوقف من سرعة الخفقان. فقلبها الصغير لا يقوى على مثل هذه الفرحة. أيعقل أن جاد اللذي خطف كيانها قبل قليل جاء اليوم ليخطبها؟ : " خطوبة ؟ أي خطوبة؟ قصدي خطوبة من؟ "
[b]أختها: "هذا الشاب يريد خطبتي " أحست جنا بدوار و احتارت في كلام أختها فربما شاب آخر. ليس جاد. مستحيل يكون هو : " ما إسمه؟ ماذا يشتغل؟ هيا هيا… بسرعة أخبريني... " أختها: "حاضر حاضر إهدئي …إسمه جاد. طبيب و أكيد لو رأيتيه ستعرفينه فهو إبن جيراننا القدامى ." تسمرت جَنَا في مكانها و أحست بكل شيء ينهار من حولها. فجأة تحولت ملامحها و كأن شيء انكسر بداخلها. لم تقوى على البقاء واقفة. و كأن الكون انهار من تحتها. جلست على سريرها. صمتت ثم تداركت الموقف : "مبروك أختي." أختها:" طيب سأنزل الآن .أظن أن ميعاد حضور جاد قد أتى." ظلت جَنَا لوحدها في غرفتها غير مستوعبة ما سمعته من أختها. حزن من نوع جديد ,[/b] حزن لم تحسه من قبل ,غريب عن قلبها البريء الصغير .
ذهبت بسرعة إلى جانب النافذة و ظلت تنظر للضيوف من فوق و هم يتحدثون في حديقة المنزل, لعلها تلمح جاد. لكنها لمحت لهفة أختها على جاد و هي ترحب به. أحست بغصة في قلبها… ماتت فرحتها .. اللتي ولدت قبل قليل.
ظلت تنظر لجاد و أختها من خلال نافذة غرفتها , و عرفت أن الفرحة اللتي أحستها قبل قليل قد ضاعت ... | |
|